السبت، 20 ديسمبر 2008

قصة قصيرة

مرثية العودة
لم يتوقع حين فر أول مرة ... وترك ساقيه للريح مبتعداً
أنه سيعود مرة ثانية ..وبأرادته ، أو قل رغم أرادته فى واقع الأمر
هناك.... حيث مكث بعيداً... بعيداً ... وظن أنه فى مأمن
مالبث أن طحنته الوحدة... وأستبد به القلق
قاوم شعوراً داخلياً بأن يستسلم ... قاوم... وقاوم ... وقاوم
حتى سقط صريعاً لوساوس عربدت فى روحه
هناك فى الغربة... زادت غربته
أصبحت الفرص نادرة ... بل معدومة لحد مفزع
أخذ يقنع نفسه بأسباب واهية للعودة
تلك المواصفات كانت غير واقعية فى واقع الأمر
يبدو أن هناك بون شاسع بين الحلم والواقع
لم يستطع تضييقه أوحتى الألتفاف حوله
تداعت أمامه كل أحلامه وتقلصت وتقزمت
بفعل الواقعية اللعينة التى أقنع نفسه بها
ورويداً رويداً تقلص الحلم حتى أصبح غفوة
تنازل كثيراً وأستسلم
وحين وصل الى تلك المرحلة
وجد نفسه قد عاد
تصور أن القدر قد يخفى له بين طيات الواقع مفاجأة سارة
هكذا وحسب قانون الأحتمالات
عاد
وكمن هوت به الريح الى مكان سحيق
عاد
حاول جاهداً أن يفلفص دون جدوى
كان الوقت قد فات
عاد
حتى الحلم الغفوة
لم يجد سوى سراب

مصطفى الخطيب....2008

ليست هناك تعليقات: